التداوي بالحجامه
(2065) ـ حَدَّثنا عَبْدُ القُدُّوسِ بنُ محمدٍ، حدثنا عَمْرُو بن عَاصِمٍ، حدثناهَمَّامٌ وجَرِيرُ بنُ حَازِمٍ، قالاَ: حدثنا قَتَادَةُ عن أَنَسٍ قالَ ،: «كانَ النبيُّ يَحْتَجِمُ في الأَخْدَعَيْنِ والكَاهِلِ، وَكانَ يَحْتَجِمُ لِسَبْعَ عَشْرَةَ وَتِسْعَ عَشْرَةَ وَإِحْدَى وَعِشْرِينَ» .
(2066) ـ حدَّثنا أَحمدُ بنُ بُدَيْلٍ بنِ قُرَيْشٍ اليَامِيُّ الكُوفِيُّ، أخبرنا محمدُ بنُ فُضَيْلٍ، أخبرنا عَبْدُ الرحمنِ بنُ أَسْحَاقَ عن القَاسِمِ بنِ عَبْدِ الرحمنِ هُوَ ابنُ عَبْدِ الله بنِ مَسْعُودٍ عن أَبِيِه عن ابنِ مَسْعُود قالَ ،: «حَدَّثَ رَسُولُ الله عن لَيْلَةِ أُسْرِيَ بِهِ أَنَّهُ لَمْ يَمُرَّ على مَلأٍ مِنَ المَلاَئِكَةِ إِلاَّ أَمَرُوهُ: أَنْ مُرْ أُمَتَّكَ بِالْحِجَامَةِ» .
.
(كان النبي صلى الله عليه وسلّم يحتجم في الأخدعين والكاهل) قال الشوكاني في النيل: قال أهل اللغة: الأخدعان عرقان في جانبي العنق يحجم منه، والكاهل ما بين الكتفين وهو مقدم الظهر. قال ابن القيم في الهدى: الحجامة على الأخدعين تنفع من أمراض الرأس وأجزائه كالوجه والأسنان والأذنين والعينين والأنف إذا كان حدوث ذلك من كثرة الدم أو فساده أو منهما جميعاً، قال: والحجامة لأهل الحجاز والبلاد الحارة لأن دماءهم رقيقة وهي أميل إلى ظاهر أبدانهم لجذب الحرارة الخارجية إلى سطح الجسد واجتماعهما في نواحي الجلد، ولأن مسام أبدانهم واسعة، ففي القصد لهم خطر انتهى. وقال أهل العلم بالطب: فصد الباسليق ينفع حرارة الكبد والطحال والرئة ومن الشوصة وذات الجنب وسائر الأمراض الدموية العارضة من أسفل الركبة إلى الورك، وفصد الأكحل ينفع الامتلاء العارض في جميع البدن إذا كان دموياً ولا سيما إن كان فسد، وفصد القيفال ينفع من علل الرأس والرقبة إذا كثر الدم أو فسد، وقصد الودجين لوجع الطحال والربو ووجع الجبين، والحجامة على الكاهل تنفع من وجع المنكب والحلق وتنوب عن فصد الباسليق، والحجامة على الأخدعين تنفع من كإمراض الرأس والوجه كالأذنين والعينين والأسنان والأنف والحلق، وتنوب عن فصد القيفال، والحجامة تحت الذقن تنفع من وجع الأسنان والوجه والحلقوم وتنقي الرأس، والحجامة على ظهر القدم تنوب عن فصد الصافن وهو عرق عند الكعب، وتنفع من قروح الفخدين والساقين وانقطاع الطمث والحكة العارضة في الأنثيين، والحجامة على أسفل الصدر نافعة من دماميل الفخد وجربه وبثوره ومن النقرس والبواسير وداء الفيل وحكة الظهر، ومحل ذلك كله إذا كان عن دم هائج وصادف وقت الاحتياج إليه. والحجامة على المقعدة تنفع الأمعاء وفساد الحيض (وكان يحتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين) قد عقد البخاري باباً في صحيحه
اوقات الحجامه
(3861) ـ حدثنا أبُو تَوْبَةَ الرَّبِيعُ بنُ نَافِعٍ أخبرنا سَعِيدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْجُمَحِيُّ عنْ سُهَيْلٍ عنْ أبِيهِ عنْ أَبي هُرَيْرَةَ ، قالَ قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلّم: «مَنِ احْتَجَمَ بِسَبْعَ عَشْرَةَ وَتِسْعَ عَشْرَةَ وَإحْدَى وَعِشْرِينَ كَانَ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ».
(3862) ـ حدثنا مُوسَى بنُ إِسْمَاعِيلَ أخبرني أبُو بَكْرَةَ بَكَّارُ بنُ عبْدِ الْعَزِيزِ أخبرتني عَمَّتِي كَيِّسَةُ بِنْتُ أبي بَكْرَةَ كبشة بنت أبي بكرة وقال غير موسى ،: «أنَّ أبَاهَا كانَ يَنْهَى أهْلَهُ عنِ الحِجَامَةِ يَوْمَ الثُّلاَثَاءِ وَيَزْعُمُ عنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلّم أنَّ يَوْمَ الثُّلاَثَاءِ يَوْمُ الدَّمِ وَفِيهِ سَاَعَةٌ لاَ يَرْقَأْ».
باب متى تستحب الحجامة
(من احتجم بسبع عشرة): قالوا الحكمة في ذلك أن الدم يغلب في أوائل الشهر ويقل في آخره، فالأوسط يكون أولى وأوفق قاله في فتح الودود (وإحدى وعشرين): أي من هذه الأيام من الشهر (من كل داء): هذا من العام المراد به الخصوص والمراد كان شفاء من كل داء سببه غلبة الدم.
وهذا الحديث موافق لما أجمعت عليه الأطباء أن الحجامة في النصف الثاني من الشهر أنفع مما قبله وفي الربع الرابع أنفع مما قبله كذا في النيل، والحديث سكت عنه المنذري.
(كَيِّسَهُ): بمثناة تحتية مشددة وسين مهملة وهي الصواب قاله في فتح الودود (ويزعم): أي يقول ويروي (يوم الدم): أي يوم يكثر فيه الدم في الجسم،
وقيل معناه يوم كان فيه الدم أي قتل ابن آدم أخاه (وفيه): أي يوم الثلاثاء (ساعة لا يرقأ): بفتح الياء والقاف فهمزه أي لا يسكن الدم فيه، والمعنى أنه لو احتجم أو اقتصد فيه لربما يؤدي إلى هلاكه لعدم انقطاع الدم والله أعلم. هذا الحديث في أكثر النسخ تحت هذا الباب وهكذا أورده المنذري في تخريجه.
قال المنذري: في إسناده أبو بكرة بن عبد العزيز بن أبي بكرة قال يحي بن معين ليس حديثه بشيء، وقال ابن عدى ارجو أنه لا بأس به وهو من جملة الضعفاء الذين يكتب حديثهم انتهى. وقال السيوطي: وهذا الحديث أورده ابن الجوزى في الموضوعات وقد تعقبته عليه وبكار
بن عبد العزيز استشهد له البخاري في صحيحه وروى له في الأدب وقال ابن معين صالح