شعر أنس بن زنيم في الاعتذار إلى الرسول أأنت الذي تهدي معد بأمره |
| بل الله يهديهم وقال لك اشهد |
وما حملت من ناقة فوق رحلها |
| أبر وأوفى ذمة من محمد |
أحث على خير وأسبغ نائلا |
| إذا راح كالسيف الصقيل المهند |
وأكسى لبرد الخال قبل ابتذاله |
| وأعطى لرأس السابق المتجرد |
تعلم رسول الله أنك مدركي |
| وأن وعيدا منك كالأخذ باليد |
تعلم رسول الله أنك قادر |
| على كل صرم متهمين ومنجد |
تعلم بأن الركب ركب عويمر |
| هم الكاذبون المخلفو كل موعد |
ونبوا رسول الله أني هجوته |
| فلا حملت سوطي إلي إذن يدي |
سوى أنني قد قلت ويل أم فتية |
| أصيبوا بنحس لا يطلق وأسعد |
أصابهم من لم يكن لدمائهم |
| كفاء فعزت عبرتي وتبلدي |
فإنك قد أخفرت إن كنت ساعيا |
| بعبد بن عبد الله وابنة مهود |
ذؤيب وكلثوم وسلمى تتابعوا |
| جميعا فإلا تدمع العين أكمد |
وسلمى وسلمى ليس حي كمثله |
| وإخوته وهل ملوك كأعبد ؟ |
فإني لا دينا فتقت ولا دما |
| هرقت تبين عالم الحق واقصد |
فأجابه بديل بن عبد مناف ابن أم أصرم ، فقال بكى أنس رزنا فأعوله البكا |
| فألا عديا إذ تطل وتبعد |
بكيت أبا عبس لقرب دمائها |
| فتعذر إذ لا يوقد الحرب موقد |
أصابهم يوم الخنادم فتية |
| كرام فسل منهم نفيل ومعبد |
هنالك إن تسفح دموعك لا تلم |
| عليهم وإن لم تدمع العين فاكمدوا |
قال ابن هشام : وهذه الأبيات في قصيدة له .
حول شعر أنس بن سليم
فصل
وذكر شعر أنس بن سليم الديلي وفيه
الخال من برود اليمن وهو من رفيع الثياب وأحسبه سمي بالخال الذي بمعنى الخيلاء كما قال زيد بن عمرو بن نفيل : البر أبغي لا الخال وفيه وهذا البيت سقط من رواية أبي جعفر بن الورد كذا ألفيته في حاشية كتاب الشيخ رحمه الله ومعناه من أحسن المعاني ينظر إلى قول النابغة
فالقسيم الأول كالبيت الأول من قول النابعة والقسيم الثاني كالبيت الثاني ، لكنه أطبع منه وأوجز . وقول النابغة كالليل فيه من حسن التشبيه ما ليس في قول الديلي إلا أنه يسمج مثل هذا التشبيه في النبي صلى الله عليه وسلم لأنه نور وهدى ، فلا يشبه بالليل وإنما حسن في قول النابغة أن يقول كالليل ولم يقل كالصبح لأن الليل ترهب غوائله ويحذر من إدراكه ما لا يحذر من النهار وقد أخذ بعض الأندلسيين هذا المعنى ، فقال في هربه من ابن عباد
وهذا كله معنى منتزع من القدماء . روى الطبري أن " منوشهر بن إيرج بن أفريدون بن أثفيان " وهو الذي بعث موسى عليه السلام في زمانه أعني زمان منوشهر قال حين عقد التاج على رأسه في خطبة له طويلة " أيها الناس إن الخلق للخالق وإن الشكر للمنعم وإن التسليم للقادر وإنه لا أضعف من مخلوق طالبا أو مطلوبا ، ولا أقوى من طالب طلبته في يده ولا أعجز من مطلوب هو في يد طالبه " .